الخوف طريقٌ إلى العبودية
في الثالث والعشرين من كانون الثاني سنة 1936، أي في مثل هذا اليوم منذ 84 سنة، وقف شابّ اسمه أنطون سعاده، أثناء محاكمته الأولى بتهمة تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، أمام رئيس المحكمة الأجنبية المسمّاة ”المحكمة المختلطة“، بهدوء قائلًا: «لم أسمع الرئيس يذكر اسمي»، فارضًا على القاضي الفرنسي الذي ناداه باسم ”أنطوان سعاده“ تصحيح الاسم والمناداة من جديد، ورافضًا التكلم باللغة الفرنسية التي كان يتقنها ولغاتٍ أخرى، مجيبًا القاضي الفرنسي الذي ألحّ عليه أن يتكلّم بالفرنسية:
«حضرة الرئيس إنّي سوريّ وفي بلادي، وإنّي أقود حركة تحريرية ترمي إلى إقامة السيادة القومية وجعلها مطلقة، فلست أقبل أن أُحمل على الكلام في بلادي بغير لغتي!»
شابٌّ، لم يكن قد بلغ الثانية والثلاثين من عمره بعد، وقف «ليقارع قوّات عظيمة ويقاتل وحيدًا الظلم والظالمين، وليلقي على أتباعه دروسًا في الإقدام والبطولة الخالدة، ولينزع الخوف من قلب شعبه ويعيد إليه ثقته بنفسه وبحقّه في الحياة المثلى والخلود.»
هذا فرقٌ روحيٌ أساسيّ بين من أتى لينقذ أمّتنا من العبودية وبين السياسيين المتزعمّين، عبيد الأجنبي الطامع الذين لا يقوون حتى الآن على اتّخاذ قرار إلّا بإيعازه.
فمتى سيرذل الشعب هؤلاء الجبناء الرعاديد وينتخب رجالًا أقوياء معبّرين عن إرادته يقولون للعالم: نحن لا نسمع إلّا كلمة شعبنا وأمره؟!
في 23 كانون الثاني 2020
إيلي الخوري
Tag:أنطوان سعاده