نداء إلى القوميين الاجتماعيين بمناسبة الفتنة الدينية
نداء إلى القوميين الاجتماعيين بمناسبة الفتنة الدينية
“إلى رفقائي القوميين
أيّها الرفقاء
في هذا الموقف العصيب الّذي يقف فيه المصير القومي العامّ على مفترق طريقين – طريق الفلاح وطريق البوار – في هذه الظروف الحرجة الّتي يتراوح فيها الوطن بين النهوض والانحطاط، بين النهضة القومية والحركات الرجعية، في هذه الحال الخطرة، تحار الأبصار وتبحث العقول عن قوّة حكيمة تثبت للزعازع وتنقذ الموقف. إنّ هذه القوّة هي أنتم.
أهنّئكم على رصانتكم وعلى روح النظام الّذي أبديتموه في حوادث بيروت المؤسفة. إنّ هذه الحوادث دليل واضح على أنّ مبادئكم هي الطريق الوحيدة الأمينة للخروج من ظلمات الجهل ودركات الانحطاط إلى مجال الحياة القومية المثلى، ويا ليت الأمّة كانت بغنى عن مثل هذا الدليل.
لقد قامت الرجعية بعد هجمتها وخرجت تبحث عن فريسة فوجدتها في الغوغاء فأنشبت أظافرها في لحمها. إنّ الرجعية خبيثة ومنافقة وذات حيلة ولبوس. فهي تظهر حينًا بمظهر الغضب وآنًا بمظهر الدعوة إلى وهم أجوف، وما غايتها الصحيحة إلاّ الاصطياد في الماء العكر.
إنّ تحويل الوطن إلى ميدان ينقسم فيه الشعب الواحد، الموحّد المصير، إلى جيشين يتطاحنان للوصول إلى غاية واحدة هي الخراب القومي، عمل شائن لا يليق إلاّ بالشعوب البربرية، والرجعية تحبّ البربرية، لأنّ فيها حياتها وكرامتها.
إنّ الرجعية تثير الأحقاد وتستفزّ الجماعات وترمي الغوغاء إلى معترك الفوضى. هكذا ابتدأت مظاهر أمس وهكذا انتهت مظاهر أمس.
أيّها الرفقاء،
إنّ حركتكم القومية قد برهنت في كلّ ظروف الفوضى والأعمال الاعتباطية الّتي مرّ بها الوطن على أنّها حركة منظَّمة لها هدف عامّ واحد وعمل تعميري قومي، وإنّ عدم استفحال الطائفية والرجعية يعود الفضل فيه إلى موقفكم المستقلّ البعيد عن الشغب الفوضوي.
إنّ كرامة الأمّة وسلامة الوطن قد أصبحتا في خطر ليسا لهما ضمان سوى موقفكم وعملكم، فعليكم أن تعملوا بما عُرفتم به من عقيدة راسخة وتجرّد صادق ووطنية لا غبار ولا شبهة عليها، فاعملوا لتغلّب الوطنية على الطائفية ولانتصار النهضة القومية على الحركات الرجعية. إنّكم قد سمعتم بعض الجماعات الراغبة في جرّكم إلى الفوضى تهتف حين حملاتها الفوضوية باسمكم وباسم زعيمكم فأوصيكم أن تكونوا عند عهدي بكم من النظام وأن لا تُؤخذوا بهوس المهووسين الّذين يريدون أن يستغلّوا قضيّتكم وقوّتكم.
كونوا رسلا أمناء لقضيّتكم القومية. كونوا جنودًا لتحاربوا التجزئة والانقسام الداخليين. كونوا سدًّا منيعًا ضدّ الدعوة إلى بعث النعرات الهدّامة. أوصوا كلّ من تجتمعون بهم أن لا يكونوا آلة في يد رجال يستثمرون الشعب في سبيل منافعهم، هؤلاء الّذين اتّخذوا الرعونة نظامًا لهم والمنفعة الشخصية دستورًا.
كونوا قوميين دائمًا.
إنّ المستقبل لكم.
أنطون سعاده
في 16 نوفمبر 1936
(من تاريخ الحزب، الركن للطباعة والنشر 2015، صفحة 84).
(النظام الجديد، الحلقة التاسعة، آب 1950، صفحة 58).
نداء إلى القوميين الاجتماعيين بمناسبة الفتنة الدينية
إلى رفقائي القوميين
أيّها الرفقاء
في هذا الموقف العصيب الّذي يقف فيه المصير القومي العامّ على مفترق طريقين – طريق الفلاح وطريق البوار – في هذه الظروف الحرجة الّتي يتراوح فيها الوطن بين النهوض والانحطاط، بين النهضة القومية والحركات الرجعية، في هذه الحال الخطرة، تحار الأبصار وتبحث العقول عن قوّة حكيمة تثبت للزعازع وتنقذ الموقف. إنّ هذه القوّة هي أنتم.
أهنّئكم على رصانتكم وعلى روح النظام الّذي أبديتموه في حوادث بيروت المؤسفة. إنّ هذه الحوادث دليل واضح على أنّ مبادئكم هي الطريق الوحيدة الأمينة للخروج من ظلمات الجهل ودركات الانحطاط إلى مجال الحياة القومية المثلى، ويا ليت الأمّة كانت بغنى عن مثل هذا الدليل.
لقد قامت الرجعية بعد هجمتها وخرجت تبحث عن فريسة فوجدتها في الغوغاء فأنشبت أظافرها في لحمها. إنّ الرجعية خبيثة ومنافقة وذات حيلة ولبوس. فهي تظهر حينًا بمظهر الغضب وآنًا بمظهر الدعوة إلى وهم أجوف، وما غايتها الصحيحة إلاّ الاصطياد في الماء العكر.
إنّ تحويل الوطن إلى ميدان ينقسم فيه الشعب الواحد، الموحّد المصير، إلى جيشين يتطاحنان للوصول إلى غاية واحدة هي الخراب القومي، عمل شائن لا يليق إلاّ بالشعوب البربرية، والرجعية تحبّ البربرية، لأنّ فيها حياتها وكرامتها.
إنّ الرجعية تثير الأحقاد وتستفزّ الجماعات وترمي الغوغاء إلى معترك الفوضى. هكذا ابتدأت مظاهر أمس وهكذا انتهت مظاهر أمس.
أيّها الرفقاء،
إنّ حركتكم القومية قد برهنت في كلّ ظروف الفوضى والأعمال الاعتباطية الّتي مرّ بها الوطن على أنّها حركة منظَّمة لها هدف عامّ واحد وعمل تعميري قومي، وإنّ عدم استفحال الطائفية والرجعية يعود الفضل فيه إلى موقفكم المستقلّ البعيد عن الشغب الفوضوي.
إنّ كرامة الأمّة وسلامة الوطن قد أصبحتا في خطر ليس لهما ضمان سوى موقفكم وعملكم، فعليكم أن تعملوا بما عُرفتم به من عقيدة راسخة وتجرّد صادق ووطنية لا غبار ولا شبهة عليها، فاعملوا لتغلّب الوطنية على الطائفية ولانتصار النهضة القومية على الحركات الرجعية. إنّكم قد سمعتم بعض الجماعات الراغبة في جرّكم إلى الفوضى تهتف حين حملاتها الفوضوية باسمكم وباسم زعيمكم، فأوصيكم أن تكونوا عند عهدي بكم من النظام وأن لا تُؤخذوا بهوس المهووسين الّذين يريدون أن يستغلّوا قضيّتكم وقوّتكم.
كونوا رسلاً أمناء لقضيّتكم القومية. كونوا جنودًا لتحاربوا التجزئة والانقسام الداخليين. كونوا سدًّا منيعًا ضدّ الدعوة إلى بعث النعرات الهدّامة. أوصوا كلّ من تجتمعون بهم أن لا يكونوا آلة في يد رجال يستثمرون الشعب في سبيل منافعهم، هؤلاء الّذين اتّخذوا الرعونة نظامًا لهم والمنفعة الشخصية دستورًا.
أنطون سعاده
في 16 تشرين الثاني 1936
Tag:أنطون سعاده