من المحاضرة العاشرة
من المحاضرة العاشرة
نحن مثلا هنا في لبنان لا نريد أن ننزل الأشخاص القائمين في الحكم لنقعد مكانهم أو ليقعد مكانهم آخرون، ولذلك أعلنت إننا لسنا آلة تستخدم من قبل بعض الفئات ذوي المصالح الجزئية لتتمكن من قلب الحكم الحاضر ليجلسوا هم في مكان الجالسين اليوم. ومع إننا كنا في حرب مع الحكومة في الصيف الماضي وبعد الانتخابات في إبان المصادمات بين فئات الشعب والحكومة، لم أقبل قط أن نندمج فيما سمي معارضات للحكومة لأننا وجدنا تلك المعارضات جزئية لا تختلف في طبيعتها وجوهرها عن الفئة الحاكمة مثلا. أي إننا لم نكن ننتظر أنه إذا نزل رياض الصلح وقام مكانه عبد الحميد كرامه تتغير أحوال البلاد والأمة والسياسة.
لم يكن قصدنا تغيير الأشخاص لخدمة مصالح جزئية. فضلنا أن نبقى محاربين الحكومة من أجل مبدأ عام هو مبدأ حق المواطن في التعبير عن رأيه بحرية وفضلنا أن نبقى وحيدين على أن نترك وضعنا ومواقفنا ونبدله بمواقف فئات تنظر غير ما ننظر نحن فتضيع وتختلط مقاصدنا بمقاصد غيرنا فتضيع غايتنا في غاياتهم.
لذلك فضلنا أن نبقى في المعركة وحيدين واستغرب الكثيرون جدا لماذا لم ننتهز الفرصة للتخلص من هذه الحكومة.
قصدنا ليس التخلص من الحكومة أو رجال الحكم بل الاتجاه نحو إقامة نظام جديد للحياة القومية بأسرها، وفي هذا الاتجاه الواضح لم نكن نجد في الفئات التي تعمل لمعارضة جزئية أي استعداد لفهم هذه الناحية وللسير معنا في هذا السبيل.
إذن نحن لسنا حزبًا سياسيًا يخدم مصالح فئة معينة بل حزب يعبر عن مصلحة الأمة، عن المصالح القومية كلها ويسير لتحقيق المصالح القومية كلها، بالتضحية، بتضحية أفراد وفئات كبيرة وعديدة منا، بألوف من القوميين المستعدين لتحمل جميع أنواع الآلام وخوض جميع المعارك لنصرة قضية الأمة وحق الأمة في الحرية والاتحاد وحق الأمة في الحياة الجيدة المثالية.
لذلك كانت غايتنا متناولة القومية من أساسها واتجاه الحياة القومية.
«إن غرض الحزب هو توجيه حياة الأمة السورية نحو التقدم والفلاح، هو تحريك عناصر القوة الفومية فيها لتحطيم قوة التقاليد الرثة وتحرير الأمة من قيود الخمول والسكون إلى عقائد مهترئة، والوقوف سدًا منيعًا ضد المطامع الأجنبية التي تهدد مصالح ملايين السوريين وكيانهم، وإنشاء تقاليد جديدة ترسخ فيها نظرتنا الجديدة إلى الحياة ومذهبنا القومي الاجتماعي».
Tag:القومية, المحاضرة العاشرة