المساعدات القومية الاجتماعية في معارك فلسطين
ضوء معرفي (402).
النشرة الرسميّة للحركة القوميّة الاجتماعيّة، بيروت، المجلّد الأوّل، العدد 9، أيار 1948
“… عندما اشتدت الحالة وكثرت الخسائر السورية في فلسطين وعظمت الفوضى، قامت الإدارة الحزبية المركزية باتّصالات وبعدّة محاولات لتنظيم تعاون بين العاملين لإنقاذ حالة فلسطين. ومن الاتّصالات المتوالية ما قام به حضرة عميد التدريب الأمين أديب قدورة مع “مكتب فلسطين الدائم”. وقد عرض العميد فكرة تشكيل جحفل سوري قومي اجتماعي يتولّى الأعمال الحربية في جبهة تقرّر مع القيادة العامّة. ولكنّ مساعي العميد لم تلاقِ روح تعاون وقيل له إنّ “المكتب” لا يتألّف من أحزاب ولا يعمل مع أحزاب!! ولم تصل مساعي الحزب بجميع الطرق، للوصول إلى التسليح، إلى نتيجة إيجابية.
تجاه هذه الحالة أخذت تتشكّل فرق سورية قومية اجتماعية تشكّلًا غير ذي صبغة حزبية. فقام قوميون اجتماعيون بجمع قوّة متطوّعة غير حزبية انخرط فيها عشرات القوميين الاجتماعيين الذين صاروا مئات وتمركزت أعمال المجاهدين القوميين الاجتماعيين في منطقة صفد وقد سقط منهم عشرات في القتال، خصوصًا الفرقة التي سارت من الحفّة، منفّذية اللّاذقية العامّة، التي سقط عدد قليل من أفرادها في معركة صفد. وقد قام القوميون الاجتماعيون في مناطق عكّا وحيفا والقدس بتنظيم قوّات قومية اجتماعية أعطت نتائج باهرة شهد بها كلّ العاملين بإخلاص من رؤساء لجان وقادة مواقع وغيرهم. وأدّى الخبراء القوميون الاجتماعيون في الكهرباء والكيمياء خدمات جليلة بتأمين المواصلات التلفونية وغيرها بين الجبهات ومركز القيادة وبصنع المتفجّرات وبنسف مراكز القوّة اليهودية. وسنفصّل ذلك في جدول خاصّ حالما نستكمل المعلومات المطلوبة.
في أوائل هذا الشهر، قبل زحف القوّات السورية والمصرية وقد تحرّجت الحالة في أورشليم، اتّصلت رئاسة لجنة الدفاع وقيادة الحركات السورية في تلك المدينة بمنفّذية القدس العامّة وعرضت على المنفّذية استعدادها لقبول أيّة فرقة قومية اجتماعية محاربة تقوم بقوّادها وعلمها وألويتها وتأمين مؤونتها وتعويضًا شهريَّا معيّنًا، وتجهيزها بالسلاح والذخيرة، إذا لم يكن لها سلاح ونقلها من أيّة نقطة إلى جبهة أورشليم. فأوفد منفّذ أورشليم العامّ مندوبًا يبلّغ عمدة التدريب ما عرض على المنفّذية العامّة. وعرضت عمدة التدريب الأمر على الزعيم الذي قرّر فورًا، قبول العرض وأصدر أوامره بتعبئة كتيبة كاملة وتوجيه سريّة أولى في أقرب فرصة، وبإرسال مفاوض مركزي يجتمع إلى لجنة القدس وقيادتها للاتّفاق النهائي على جميع التريبات التي تؤمّن وصول السرية الأولى إلى مركزها وأماكن إقامتها ونوع سلاحها وإعاشتها وغير ذلك. وبينما الوفد يتهيّأ للانتقال إلى أورشليم قدم موفد آخر من منفّذية أورشليم يحمل معلومات جديدة وهي أنّ إدارة الموقع السوري في القدس قد عدلت عن تقديم سلاح للفرقة القومية الاجتماعية وأنّها تتعهّد بتقديم الذخيرة والإعاشة والتعويض الشهري فقط. فأوقف الزعيم الوفد المركزي عن السفر وأمر بإبقاء المعبّئين في حالة الاستعداد فقط.
إنّ القوميين الاجتماعيين يجدون أنفسهم في حالة نفسية وألم شديد من الأساليب الخصوصية التي حرمتهم من تقديم كلّ المعونة التي كان يمكن منظّمتهم البديعة تقديمها في الناحيتين السياسية والحربية. والذين يحاربون منهم في عدّة جبهات وتحت عدة أعلام سوريون ويحاربون متألمين لعدم تمكّنهم من رفع علمهم والاستقلال بصفوفهم وقيادتهم المحلّية وحرمانهم من إظهار ما يمكن نظامهم البديع وروحيتهم الحربية الممتازة أداءه في المعارك الدائرة وهم وإن حرموا رفع علم الزوبعة القومية الاجتماعية في الساحة فقد رفعوه خفّاقًا في قلوبهم بين ضلوعهم. الشهداء الذين سقطوا وهم ينشدون:
سورية! لك السلام سورية! نحن الفدى!
سورية! لك السلام سورية! أنت الهدى!”.
Tag:ضوء معرفي, معارك فلسطين