الأسرة
في وعي التساوي الحياتي المطلق بين الرجل والمرأة في المجتمع الواحد وفي اليقظة التامة لجمال فنون الحياة وفي أعلاها الحب والزواج وإنتاج النوع لا ستمرار الحياة، تكون الأسرة الخلية الممتازة.
إن نظرتنا الإجتماعية الكلية وإن قامت على إنتقاء الأفضل في النوع لتأمين حياة فضلى فإنها تسير على الخطة الفضلى أيضاً في تسامي الحياة.
وإننا نجد في الأسرة خير مختبر للإنتاج التعاوني الصغير الذي يؤمن التعاون الكلي. فالأسر الراقية حياتياً تؤلف مجتمعاً راقياً ومتى كان المجتمع يتألف من الأسر فعليه أن يرعى هذا المختبر رعاية واعية شاملة. فتكون الأسرة المكونة من شعور الحب المفاعل بين الزوجين في تفاعل مستمر مع قيم الحب الشامل في المجتمع كله، في جميع الأسر على الإطلاق.
إن المجتمع الذي يسير بجميع أجزائه نحو تحقيق أهدافه، يسير بالتالي بجميع الأسر المكونة فيه، وإذ أنه لا بد من تكوين الأسرة في عملية إنتاج النوع في مجتمع يعتمد الخطة الفضلى لهذا الإنتاج، فكل مجتمع يهمل الأسرة في تفاعله الشامل الكلي – أية أسرة دونما تمييز على الإطلاق.
فالمجتمع القومي الواعي الآخذ النظرة الصحيحة إلى الوجود يوجه ويراقب جميع الأسر وينمي بناءها لتكون جزءا قوياً فاعلا فيه.
كل أسرة في المجتمع السوري على الإطلاق يجب أن يفسح لها مجال التساوي المطلق في الفرص فيكون المجتمع من أسر منسجمة في موكب الحياة العام، المجتمع.
هذا ما سيحصل لكل سوري لكل أسرة سورية عندما يشمل وعي الحياة التي كشف عن حقيقتها السوريون على لسان باعث النهضة القومية الإجتماعية ودافع حركة فعل قوتها العظيمة المخزونة.
كتاب البناء الإجتماعي ص- 248 – 249
العم
جورج عبد المسيح