لا مفرّ من النجاح القسم الأوّل
“الجیل الجدید”، العدد 10 ،17 نیسان 1949 .
“في جمیع أنحاء الوطن القومي الاجتماعي تُوجَّھ إلى أفراد الحزب القومي الاجتماعي أسئلة: أین أنتم؟ إنّ الشعب ینتظركم!
أنتم أمل الأمّة الوحید! فقد أفلس من جمیع شعوذات أصحاب لوائح العقاقیر والعلماء النایورجعیین ومكتشفي الكوارث بعد
وقوعھا والخائنین بشرف وتشكیلات الحزبیة الدینیة ومعتقدي “القومیات” الدینیة والإقطاعیین الذین یریدون إلغاء الإقطاع
والطائفیین الذین یریدون القضاء على الطائفیة. أسرعوا! أسرعوا!
إنّ الأمّة السوریة بأسرھا ترتقب الساعة التي تنتصر فیھا الحركة القومیة الاجتماعیة انتصارھا العظیم، وتسیر جیوش
الزوبعة القومیة الاجتماعیة الحمراء لتمحو العار الذي أنزلتھ بنا الرجعة والنفسیات المریضة والقضایا اللاّقومیة في
الجنوب، في فلسطین.
إنّ الأمة بأسرھا ترتقب تلك الساعة الرائعة. والذین یرتقبون بإیمان لا یلجّون كالذین كفروا بأمّتھم ووطنھم، بل یقبلون
ویؤیّدون وینتظمون في صفوف النھضة، ویصبرون بأمل، ورجاء، ولیس بقنوط ویأس كما یفعل الذین لا عقیدة ولا قضیة
لھم. وما أكثر العائشین في شعبنا بلا عقیدة وقضیة، المحبّین أكل الكستناء المشویّة من أیدي غیرھم! ما أكثر ھؤلاء
اللجوجین الملحّین الذین یظنّون بناء المجد حلمًا لذیذًا یستفیقون فیجدونھ واقعًا أحدثتھ قوّة خارجة عن الطبیعة!
الحركة القومیة الاجتماعیة لیست حركة مظاھر ولا تشكیلة مساومات ولیست قضیتھا حلّ مشكلة استیاء خصوصي. إنّھا
حركة إنشاء وبناء قضیتھا وھي قضیة حیاة المتّحد الاجتماعي، حیاة الأمّة كلّھا ومصیرھا…
الحركة القومیة الاجتماعیة لیست اعتباطیة ولا مستعجلة مبتسرة، إنّھا لا تخشى أن تسبقھا التكتلات النایورجعیة
والتشكیلات الاعتباطیة، لأنّ القضیة الصحیحة التي لا یمكن أن یقوم بناء قومي متین جمیل إلاّ على أساسھا، ھي قضیتھا
ھي- ھي القضیة القومیة الاجتماعیة فلن یسبقھا إلیھا مزوّر أو مزیّف!
الحركة القومیة الاجتماعیة حركة حقیقیة، فھي لا تطلب الأوھام ولا تشتغل في الأوھام ولا تسعى إلى سراب!
لا یوجد شيء في العالم یمكن أن یخیف الحركة القومیة الاجتماعیة، لأنّھا حركة قوّة وانتصار- إنّھا حركة قویة منتصرة!
إنّ الذین اتّخذوا القضایا الواسطیة سلّمًا یرقون علیھا إلى مآربھم الخصوصیة قد یصلون إلى الحكم- قد یصلون إلى مآربھم
ولكنّھم لا یتمكّنون من إیصال الشعب إلى خیره، ولا من إیصال الأمّة إلى مجدھا، فلا یوصل الشعب إلى خیره والأمّة إلى
مجدھا إلاّ حركة الشعب ونھضة الأمّة – النھضة القومیة الاجتماعیة”.
إنّ ھذه الحركة ھي حركة الشعب لأنّھا حركة العمّال والفلاحین الكادحین الذین حرّرتھم القومیة الاجتماعیة من الخمول
والذلّ والاستسلام لینتخبوا بأیدیھم ومعاولھم خیر شعبھم ولینالوا، بفضل جھادھم القومي الاجتماعي، حقوق حیاتھم الجیّدة التي لا یمكن أن یمنّ بھا علیھم أحد من الإقطاعیین والمشعوذین ولا یلیق بإبائھم وعزّة نفوسھم أن یقبلوھا منحة وتحنانًا
من إقطاعي أو رسمالي أو مشعوذ، ولا یلیق بشرفھم القومي الاجتماعي أن یقبلوھا ھبة أو وعدًا بھبة من دولة أجنبیة
تسوقھم إلى أغراضھا ومطامعھا السیاسیة!