الثقافة عند أنطون سعاده
الثقافة
1- “… والثّقافةُ هنا بمعنى Culture وهيَ مُجمَلُ العلومِ والفلسفاتِ الّتي تتناولُ الحياةَ وما له علاقةٌ بها، وما يَحصُلُ من ذلكَ من مستوًى عقليٍّ واتّجاهاتٍ فكريّةٍ واعتقاداتٍ مناقبيّةٍ وإدراكٍ للشّؤونِ النّفسيّة والمادّيّةِ”. (نشوء الأمم).
2- “…الحقيقةُ أنّ طبيعةَ الثّقافةِ عامّةٌ كطبيعةِ الدِّينِ” (نشوء الأمم).
3- “… فإذا تَكلّمْنا عنِ الثّقافةِ السّوريّةِ عَنينا بها الدَّورَ الذّي قامَ به السّوريون في تَرقيةِ الثّقافةِ العامّةِ وهوَ دورُ الجمعِ بينَ الزّرعِ والغرسِ وسَلكِ البِحارِ والتّجارةِ وإنشاءِ الحروفِ الهجائيّةِ والدّولةِ المدنيّةِ وخصوصًا العناصرَ الأربعةَ الأخيرةَ، كما تَقدَّمَ معنا آنفًا. وإذا تَكلّمْنا عنِ الثّقافةِ الإغريقيّةِ عَنينا بها الفَلسفةَ والفنَّ اللّذينِ أنشأَهما الإغريقُ وأعطَوهما للعالَمِ. وإذا تكلّمْنا عنِ الثّقافةِ العربيّةِ عنينا بها ترقيةَ العلومِ التي اشتركتْ فيها العناصرُ الداخلةُ في نطاقِ اللغةِ العربيّةِ، كالحسابِ والهندسةِ والطِّبِّ والكيمياء. وإذا تكلّمْنا عنِ الثقافةِ العصريّةِ عَنينا بها الدّورَ الأخيرَ الّذي تشتركُ فيه الأممُ المُتمدِّنَةُ واللّغاتُ الحيّةُ كلُّها معَ الاحتفاظِ بالألوانِ أو الصبغاتِ القوميةِ لبعضِ نواحي الثّقافةِ”.(نشوء الأمم).
4- “… ليستِ الثّقافةُ شيئًا خاصًّا، بلْ شيئًا عامًّا يتَفاوتُ في الدّرجاتِ بينَ الأقوامِ. فالسّوريّون والإنقليزُ والألمانُ والفرنسيّون والمصريّون وجميعُ الأقوامِ المُتَمدِّنَةِ يَشترِكونَ في ثقافةٍ واحدةٍ عامّةٍ دَورُها هو الدّورُ العصريُّ. ولكنَّ كلَّ أمّةٍ منْ هذهِ الأممِ تَحْتَفِظُ لِنَفْسِها بإسلوبِها الأدبيِّ أوِ الفنيِّ الخاصِّ في ما تُعطيهِ لهذه الّثقافةِ. ويجُوزُ أنْ يكونَ لكلِّ أمّةٍ بعضُ مظاهرَ ثقافيّةٍ خاصّةٍ”.(نشوء الأمم).
5- “… لا تُعيِّنُ الثّقافَةُ الأمّةَ ولكنَّ درجةَ الثّقافَةِ تكونُ فارِقًا بين أُممٍ وأممٍ”.(نشوء الأمم).
6- تَقتصِرُ الثقافةُ الأوّليّةُ على: – إقامةِ النّسلِ،- السّعيِ وراءَ الرّزقِ بالمعنى الحَرْفيِّ. (نشوء الأمم).
7- أمّا الثّقافةُ العمرانيّةُ فتقومُ على:- إقامةِ النّسلِ،- تحصيلِ الرّزقِ واستدرارِ موارِدِهِ،- التنظيمِ الاجتماعيِّ الاقتصاديِّ. ثلاثةُ أمورٍ تُتوَّجُ بالحياةِ العقلِيّةِ المُشتَمِلَةِ على المنطقِ والأخلاقِ وسلامةِ الذّوقِ. وهي هذه الحياةُ، الّتي ابتدأَها بعضُ الشّعوبِ السّاميّةِ ووضعَ السّوريون أساسَها الرّاسخَ. ما يُعطي المجتمعَ المتمدِّنَ قيمتَه ومزاياه والمدنيّةَ الحديثةَ أبرزَ صفاتِها وأثمنَ كنوزِها.(نشوء الأمم).
8- ومعَ أنَّ الزِّراعَةَ هي أساسُ الثّقافةِ العمرانيّةِ فالزّراعةُ ليستْ نوعًا واحدًا، بل أنواعًا. والثّقافةُ العُمرانيّةُ المؤسَّسةُ عليها هي مراتبُ:- ثقافةُ المِعزقِ ( Hoe ) = زراعةُ المعزقِ، ثقافةُ المحراثِ = زراعةُ المحراثِ، ثقافةُ البستانِ = زراعةُ البستان ،ثقافةُ الإِنتاج التّجاريِّ = زراعةُ المحاصيلِ وإِنشاءُ الصّناعاتِ وإِعدادُ الحاجيّاتِ والكماليَّاتِ. (نشوء الأمم).
9- فالشعب السوري راق جدًا بمزيجه السلالي المتجانس الذي مكنه من إنشاء الثقافة المادية والروحية وتقديم إنتاج ثقافي هام للتقدم الإنساني العام. (المحاضرة الخامسة).
10- “… وهكذا أمكن الشعب السوري أن ينمو وينشئ ثقافته وتمدنه اللذين وجها الثقافة والتمدن في العالم كله: إن الغرب والتمدن الغربي والثقافة الغربية تبتدئ هنا في سورية”.(المحاضرة الخامسة).
11- “… فالأمّة السورية أمّة عريقة في الثقافة والتمدّن، أمّة خصبة النفس، متحرّكة العقل – أمّة شديدة الإحساس بالقضايا العميقة في الحياة. لذلك كانت نهضتها أمرًا يختصّ بصميم طبيعتها ومواهبها المؤهَّلة لفاعلية عظيمة، فالأمور المفروضة فرضًا بدون تأسيس في نفسية الأمّة لا يمكن أن توصل الأمّة إلى غايتها العظمى”.(16 نيسان 1949).
12- “… إنّ الحركة السورية القومية الاجتماعية لم تأتِ سورية فقط بالمبادئ المحيية، بل أتت العالم بالقاعدة التي يمكن عليها استمرار العمران وارتقاء الثقافة. إنّ الحركة السورية القومية الاجتماعية ترفض الإقرار باتّخاذ قاعدة الصراع بين المبدأ المادّي والمبدأ الروحي أساسًا للحياة والأعمال الإنسانية ولا تقف الحركة السورية القومية الاجتماعية عند هذا الحدّ بل هي تعلن للعالم مبدأ الأساس المادّي- الروحي للحياة الإنسانية ووجوب تحويل الصراع المميت إلى تفاعل متجانس يحيي ويعمّر ويرفع الثقافة ويسيّر الحياة نحو أرفع مستوى. إنّ في المبدأ السوري القومي الاجتماعي إنقاذًا لا يقتصر على سورية بل يتناول وضعية المجتمع الإنساني كلّه، ونهضتنا لا تعبّر عن حاجاتنا نحن فقط بل عن حاجات إنسانية عامّة ” ( 1 آذار 1940).
Tag:الثقافة