ولكي لا نعود القهقرى يجب أن نكون مجتمعاً، واعياً
وإذا كنا نريد، فعلاً، تحقيق النهضة القومية الاجتماعية وتأسيس المجتمع الجديد بتعاليمها ودعائمها، كان الواجب الأول على كل قومي اجتماعي في الأوساط الثقافية، الاطلاع على الأمور الأساسية، وفي صدر وسائل الاطلاع والمعرفة الصحيحة ، الندوة الثقافية. فيجب أن نطبق نظامنا على اجتماعات الندوة الثقافية. وإذا كنا لا نقدر أن نطبق النظام في الأوساط المثقفة، اعترفنا بأن هذه الأوساط غير صالحة لحمل أعباء حركة فكرية ذات نظرة واضحة إلى الحياة وليست أهلاً للاضطلاع بعمل عظيم كالذي وضعناه نصب أعيننا، وهو إيجاد مجتمع جديد نير في هذه البلاد وإيصال هذه النظرة إلى كل مكان. يجب علينا أن نفهم هدفنا فهماً صحيحاً لنكون قوة فاعلة محققة ولكي نتمكن من العمل المنتج.
بعد الاطلاع يمكن تكوين رأي. وحينئذ لا يبقى مجال لحدوث بلبلة كما حدث في الماضي في غيابي وعلى أثر مجيئي وأخذي الأمور بالنقد والتحليل وأخذي التدابير للقضاء على الفوضى والانحرافات التي كانت آخذة في التفشي وتهديد مستقبل هذه النهضة العظيمة القائمة بالإيمان وآلام ألوف العاملين بإيمان وإخلاص. فلا بد من الاعتراف أنه كان في الدوائر العليا تفسخ في الأفكار والروحية وفي النظر إلى الحركة ومراميها.
ولكي لا نعود القهقرى يجب أن نكون مجتمعاً، واعياً، مدركاً، وهذا لا يتم إلا بالدرس المنظم والوعي الصحيح.
المحاضرة الأولى. في 7 كانون الثاني 1948
أنطون سعاده