إن حالة أمتنا ووطننا الحاضرة لا تزال الحالة عينها
“إن حالة أمتنا ووطننا الحاضرة لا تزال الحالة عينها التي تستدعي التوجه بالكلية إلى مزية أولية أساسية من مزايا حزبكم ونهضتكم العظيمة، أعني مزية البطولة المؤمنة. فإن أزمنة مليئة بالصعاب والمحن تأتي على الأمم الحية فلا يكون لها إنقاذ منها إلا بالبطولة المؤيدة بصحة العقيدة. فإذا تركت أمة ما اعتماد البطولة في الفصل في مصيرها، قررته الحوادث الجارية والإرادات الغريبة.
“إن حزبكم قد افتتح عهد البطولة الشعبية الواعية المؤمنة المنظمة في أمتكم، فإن عهدكم هو عهد البطولة فلا تتخلوا عن طريق البطولة ولا تركنوا إلى طريق المساومة الغرارة. فقد أكسبت حزبكم مرونة سياسته الأصلية ودفلماسية مدرسته السياسية الدقيقة الفكر أنصاراً كثيرين وألفت قلوب جماعة كانت بعيدة عن الحزب. ولكني أقول لكم إن قوتكم الحقيقية ليست في المؤلفة قلوبهم ولا في المتقربين إليكم في طور نموكم بعد زوال كابوس الاحتلال العسكري الأجنبي، بل في بطولتكم المثبتة في حوادث تاريخ حزبكم وفي عناصر رئيسية هي: صحة العقيدة وشدة الإيمان وصلابة الإرادة ومضاء العزيمة. فإذا فقدتم عنصراً واحداً من هذه العناصر الأساسية انصرف عنكم المناصرون وتفرق المتقربون.
“لتفعل إدارتكم العليا كل ما تقدر عليه في ميدان السياسة والدفلماسية فذلك من خصائصها. أما أنتم فإياكم من صرف عقولكم وقلوبكم إلى السياسة والدفلماسية واحذروا من اختلاط السياسة والدفلماسية وأغراضهما بعقيدتكم وإيمانكم وعناصر حيويتكم الأساسية لئلا تكون العاقبة وخيمة.
“وكل عقيدة عظيمة تضع على أتباعها المهمة الأساسية الطبيعية الأولى التي هي، انتصار حقيقتها وتحقيق غايتها. كل ما دون ذلك باطل. وكل عقيدة يصيبها الإخفاق في هذه المهمة تزول ويتبدد أتباعها.
“عوا مهمتكم بكامل خطورتها والهجوا دائماً بهذه الحقيقة ــ حقيقة عقيدتكم ومهمتكم ــ حقيقة وجودكم وإيمانكم وعملكم وجهادكم. “مارسوا البطولة ولا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل”.
نحن لم نحارب ولا نحارب من أجل أن تكون لنا ولغيرنا حرية فوضوية تخدم لذّات الأفراد المرضى في نفوسهم بل حاربنا ونحارب من أجل تحقيق قضية واضحة وإقامة نظام جديد.
Tag:إن حالة أمتنا